الكثيرون يتساءلون عما يجري في السودان وتأثيره على ليبيا
والحقيقة انه لا أحد يعرف مألات الوضع هناك فكل طرف له قوة لا يستهان بها وله مساحات جغرافية يسيطر عليها .
ايضا كل طرف له قوى خارجية تدعمه ولها مصالح تدفعها لذلك.
هذه المعطيات ربما تجعل حسم الامور لاحد الاطراف صعب المنال في المدى القريب على الاقل .. فالسودان دولة كبيرة المساحة ومن الصعب جدا السيطرة المطلقة عليها من اي حكومة ومن هنا فإن المؤشرات تقول ان الحرب الاهلية قد تطول وتؤدي الى انهيار الوضع الاقتصادي الهش من الأساس .
وفي حالة حدوث ذلك فإن موجة نزوح كبيرة متوقعة نحو ليبيا خاصة مدينة الكفرة باعتبارها المدينة الوحيدة القريبة من السودان وهي ايضا مدينة بعيدة عن الساحل ولها من الازمات ما لها
وفي ظل هذه الظروف من الصعب عليها (الكفرة ) تحمل اعباء اي نزوح جماعي، علاوة على ان تردي الاوضاع الامنية في السودان سينعكس سلبا على الانشطة الاقتصادية المتداخلة بين البلدين حيث من المتوقع ان يتم اغلاق الحدود ووقف الحركة التجارية الى حين انجلاء السحابة ووضوح الرؤية .
ولا شك ان استمرار الحرب هناك سيزيد من خطر تهريب السلاح في الاتجاهين علاوة عن تزايد حالات النهب والسلب والاعتداء على المسافرين في الصحراء .
ما يحدث في السودان بكل أسف هو اشبه بانتحار جماعي لا يحتاج الى ذكاء لمعرفة نتائجه
وفي المحصلة فإن تدخل القوى الخارجية وتضارب مصالحها يجعل السودان في حاجة الى معجزة لتجاوز الأزمة .
الدرس المستفاد من أحداث السودان اليوم هو أن وجود جيشان يشكل أكبر خطر قومي للدول و أن توحيد المؤسسة العسكرية تحت راية واحدة خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء الوطن و أن التدخل الخارجي عواقبه وخيمة جداً.
Discussion about this post